المرأة: أنا أتسوّق إذا أنا موجودة
: يقال أن المرأة بطبيعتها تميل الى الشراء بداعٍ أو بدون داع الى حدّ أن بعض النساء يفضلن التجوّل في الأسواق دون نيّة شراء أي شيء، ودراسات اضافية وصلت الى أن أكثر العمليات تعذيباً للرجل واستفزازاً له، هي مرافقته لزوجته الى مراكز التسوّق أو تلبية قائمة طويلة عريضة من الحاجيات تعطيها إياه لجلبها من السوق، ولكن من غير المؤكّد في حال كانت هذه العملية أكثر قسوة من عملية منع الرجل للمرأة من انفاق الأموال الباهظة على شراء أشياء وسلع غير ضرورية تقوم بشرائها بمفردها.
إلا أن الحق لا يكون عادة على المرأة فقط، بل على التفكير في إغواء المرأة بالأزياء والأكسسوارات وحاجيات البيت الملفتة من قِبل المصمّمين والشركات، والتي أصبحت المرأة شغلهم الشاغل، إضافة الى وجود مجموعات كبيرة وعالمية من المتاجر والمولات في بلادنا العربية، تغريها وتنده لها على حسب ذوقها وميولها الجمالية... ولكن، أين إدراكك ووعيكِ أيتها المرأة ضدّ هذا الانجذاب؟ وهل توافق أيها الرجل على "هواية" المرأة هذه أو تقمعها؟
المرأة العربية: إدمان تسوّق وحجّة وجود...
يبدو أن حب التسوّق لدى المرأة زاد عن حدّه، مما جعل الباحثين يضعونها تحت المجهر، فبينما تقضي المرأة البريطانية 8 سنوات من عمرها في التسوّق في حال عاشت حتى السبعين، والبرازيلية 4 سنوات، تحتل المرأة العربية أكبر مساحة زمنية في التسوّق والشراء، فقد وصل الأمر لديها إلى حدّ الإدمان... ومن هنا اعتنقت المرأة مقولة "ديكارت" :" أنا أفكر إذا أنا موجود" فهي فعلاً لا تشعر بالراحة والرضا عن الذات إلا وهي ترتاد الأسواق والمحلات وتقتني الاحتياجات والكماليات وحتى المرفّهات.
هل يصلح الزوج للتسوّق؟
اختلاف النظرة إلى السوق بين الرجل والمرأة تندرج من طبيعة الرجل، فلطالما كان الرجل صياداً، يركز على طريدته للإيقاع بها، واقتبس الرجال طريقة الصياد في عملهم وحاجاتهم، فهم عادة ما يتوجّهون إلى محل معيّن كي يشتروا حاجتهم فقط ويغادروا بعدها، كما أنهم يرفضون شراء أشياء غير ضرورية أو نافعة، في حين أن النساء كن يفضّلن في الماضي استكشاف أشياء جديدة وغريبة لإطعام أسرهن وتزيين منازلهن وارتداء ملابس جديدة، وبالفعل، ما زالت التقاليد نفسها تتناقل بين الأجيال. لا يستطيع الزوج أن يتبضّع احتياجات المنزل من دون الاستعانة بقائمة مشتريات واضحة ومحدّدة تضعها الزوجة بنفسها، لكن في السوق تراه يحيد عن القائمة فيشتري ما هو ليس مطلوباً ويحذف ما هو أساسي ومطلوب أحياناً..
يتعبه التشويش فيما هي تستمتع به...
إن التسوّق عند المرأة لم يحوّل الحاجة والمتعة إلى الهوس والإدمان إلا بعد ظهور أدواتٍ من الجذب والإثارة، ابتداءً من ظهور الإعلانات ومواسم التخفيضات، مروراً بالمهرجانات والمسابقات، فضلاً عن التسهيلات المصرفية وغيرها من المغريات.
عصبية الزوج
تستغرب المرأة عصبية زوجها واستعجاله لها حين تذهب معه الى السوق، فيما تريد هي الاختيار على مهل، وكثيرا ما ينتهي التسوّق بمشكلة. ما لا تعرفه المرأة هو أن الإنفاق الزائد على التسوّق ليس المشكلة الوحيدة عند الرجل في الموضوع، بل المشكلة في أن الرجل يميل دائماً إلى التركيز في نظراته، تفكيره، كلماته، لذا يتعبه التشويش الموجود في السوق وكثرة البضائع والمحلات والبائعين، فيما تستمتع المرأة بذلك، اذ أن من عادتها أن تتحدث على الهاتف وهي تحمل طفلها وتراقب طبق العشاء على النار بكل يسر، بينما يعتبر الرجل مثل هذا العمل تعذيباً.
التسوّق... دواء ضدّ الاكتئاب
من وجهة نظر علم النفس، تعتبر النساء "مهمة" التسوّق متعة ذاتية ونافذة للتخلص عن الضغوطات النفسية والإكتئاب ومتطلبات الحياة اليومية، على عكس الرجال، الذين يصابون بالتعب والتوتر والضغط عندما يضطرون للذهاب إلى المراكز التجارية برفقة زوجاتهم، وقد شبّه الأخصائيون الرجل بالشرطي الذي يحاول قمع مشاغب أو متمرّد، أي المرأة التي تصاب بنوع من الجنون، المسمى بهوس التسوّق، ليجمع هذا المفهوم بين الشيء ونقيضه...