سماحة الاسلام

موضوع: سماحة الاسلام الأحد نوفمبر 14, 2010 3:15 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الانسانية هى نظرة خلقية تعلى من شأن الانسان وقدره، وتمنع كل ما يؤدى الى امتهانه أو اذلاله أو اخافته أو الانتقاص من حريته أو انتهاك حرمته أو عقيدته .
ولقد اعتبر الاسلام الناس جميعا أمة واحدة ، قال الله تعالى :"هو الذى خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها " وقال النبى محمد صلى الله عليه وسلم : " يا أيها الناس ان ربكم واحد وان أباكم واحد " فالناس جميعا أسرة واحدة انبثقت من أصل واحد .
ولقد كرم الله الانسان فخلقه بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وأمر الملائكة بالسجود له " فاذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين " . " مالك ألا تسجد لما خلقت بيدى ؟!! " . " ولقد كرمنا بنى آدم " . " لقد خلقنا الانسان فى أحسن تقويم ".
وأودع فى أصل تكوينه العقل الذى يستطيع به ادراك حقائق هذا الكون وما فيه ، وجعل الانسان خليفة فى الأرض " واذ قال ربك للملائكة انى جاعل فى الأرض خليفة " . " وهو الذى جعلكم خلائف الأرض " وسخر له ما فى الكون " ألم تروا أن الله سخر لكم ما فى السموات وما فى الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة " .
ولانكران أن البشر يختلفون فى لغاتهم وألوانهم وأوطانهم وأجناسهم ، ولكنه فى الاسلام كاختلاف ألوان الورود فى البستان .
وقد رفض الاسلام رفضا حاسما أن يكون ذلك مثار تفرقة ، بل جعله بالنسبة الى الخالق الكبير أية على ابداعه " ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم و ألوانكم ان فى ذلك لآيات للعالمين " وجعله بالنسبة للناس مثار تعارف وائتلاف لاتناكر واختلاف " ياأيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم ".
واستنكر الاسلام الأفعال المهينة للكرامة الانسانية ، واعتبر فرعون من المفسدين " ان فرعون علا فى الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبنائهم ويستحى نسائهم انه كان من المفسدين " .
ولقد كان المؤذن الأول لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بلال الحبشى الأسود رضى الله عنه ، وقال الصحابى المعروف أبو ذر الغفارى رضى الله عنه لأحد الناس: " يا ابن السوداء " فأنكرها الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له : أعيرته بأمه !! انك امرؤ فيك جاهلية .
وروى البخارى ومسلم أنه مرت جنازة يهودى فوقف لها النبى صلى الله عليه وسلم فقالوا له : " انها جنازة يهودى " فقال : أليست نفسا ؟!!
وما أعظم كلمة الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه الى عمرو بن العاص رضى الله عنه والى مصر عندماضرب ابنه أحد الأقباط لأنه تغلب عليه فى سباق الخيل :"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا " ثم توجه الى القبطى وناوله السوط وقال له : اضرب ابن الأكرمين كما ضربك .
وبهذا التعليم الحاسم محا الاسلام من المجتمع كل نزعة الى التفرقة العنصرية .
فكل هذا وغيره يدل على أن شريعة الاسلام شريعة انسانية محور اهتمامها الانسان ، أى شرعت للانسان من حيث هو انسان بغض النظر عن جنسه أو لونه أو وطنه أو دينه .
وان فقهاء المسلمين يرجعون المصالح الانسانية الى المحافظة على خمسة أمور هى :
1- المحافظة على النفس الانسانية وحمايتها فى وقت الحرب والسلم .
2- المحافظة على الدين وحماية العقيدة .
3- المحافظة على النسل وحقوق الأطفال والنساء .
4- المحافظة على العقل وحرية التفكير .
5- المحافظة على المال وعمارة الكون لتحقيق السعادة الانسانية .ِ
_ تذكروا أخيكم بدعوة صادقة في سجودكم _