في كل يوم أحد
تُشاهد السيدة فيرا مونتيرو مع زوجها الفونس عائدان من كنيسة السيدة في
بلدة بارفا غير البعيدة عن العاصمة سان خوسيه وعلامة الارتياح الحب
تغمرهما، وبعد تناول طعام الغداء الذي تجهزه بنفسها يقوم الزوجان بنزهة
قصيرة وكانهما قد تزوجا قبل اشهر قليلة. لكن عمر فيرا تجاوز الـ 83 عاما
وزوجها اكثر بعام واحد. فما هو سر سعادتهما رغم مرور أكثر من 60 عاما على
زواجهما، وهل تبدلت حياتهما الجنسية بعد كل هذه العقود؟
سؤال
يمكن للدكتورة انغريد بانغايا المتخصصة بعلم النفس ومعالجة المشاكل
الزوجية في سان خوسيه، الرد عليه. فهي تقول من السهل ان يقع المرء في الحب
، ولكن كم منا يستطيع ان يحافظ على هذا الحب على مدى الحياة. من الصعب
جدا محافظة المرأة كما الرجل طويلا على الدافع الجنسي تجاه الواحد للاخر.
فمن المعروف ان الشعور بالدافع الجنسي القوي لا يدوم اكثر من سنتين او
ثلاث سنوات بعد الحب الجارف والزواج الناجح، او حتى سبع سنوات على أبعد
تقدير، ثم يتحول هذا الحماس الى شعور هادئ بالمودة والمحبة.
ومن
خلال معايناتها ومعايشتها لحالات كثيرة لاحظت بان الكثير من الازواج
يقعون في الحب من أول نظرة، ويشعر كل طرف بانجذاب شديد تجاه الطرف الآخر،
وغالبا ما يتم الزواج خلال بضعة أسابيع، بعدها قلما يفترقون، فالتباعد
مؤلم والتقارب يبهج القلب والنفس. وفكرة القيام برحلة عمل منفردا هي امر
مستبعد لانهم يحبون مشاركة الشريك في كل عمل واذا تشاجروا، وهذا قلما يحدث
فان الخلاف لا يلبث ان يسّوي لاستعداد الطرفين تجاوز أسباب الخلاف.
وحول
مصدر هذا الرابط القوي بين ازواج مثل فيرا والفونس تقول بانغايا ان
الرابط الذي يشد الطرفين الى بعضهما يعتمد على استعداد كل طرف لتلبية
رغبات الطرف الآخر، ولعل العامل الرئيسي في هذا الرابط هو التجاذب
المتبادل بين الزوجين، كما وان للمظهر الخارجي دورا أكثر أهمية بالنسبة
للرجال، ام النساء فهن اكثر تأثرا بشخصية الرجل ونشاطه وكفاءته، واذا كان
لهذا الرابط الجسدي بين الزوجين ان يعيش ويستمر فلا بد من تقويته بالعناية
الدؤوبة وبالحس والالتزام الطوعي به لدى الطرفين. اما اذا كان الالتزام
من طرف واحد ، فان احد الطرفين هو الذي يتحمل الالم ويدفع الثمن، فاذا
كانت المرأة قد أحبت رجلا حبا شديدا ولم يبادلها هذا الشعور فلا بد انها
تعاني الكثير من الالم في ذلك.
ان
البعض من العلاقات الجيدة او البعض من العلاقات السيئة يبدأ بالحب من اول
نظرة كما يقول المثل، وان الرجل الذي يثير اعجاب المرأة منذ الوهلة
الاولى قد لا يكون مناسبا لها او قد لا تنسجم معه، ولذا فان من الضروري
تحكيم العقل مع الأحاسيس وعدم الانسياق مع المعطيات الظاهرية وحدها. ان
للمظهر الخارجي قيمته ولكن ينصح بالتروي والتأني عند موازنة الأمور قبل
اتخاذ القرار المصيري ومن المفيد طرح الاسئلة التالية:
هل
الطرف الآخر يثير الارتياح، وهل الارتباط معه سيؤمن للزواج مستقبلا
سعيدا؟ وهل هناك تكافؤ بين الطرفين من حيث المستوى الثقافي والاجتماعي
والفكري والسن، وما مدى التشابه في التفكير، لكن الاهم الشعور بالصدق في
المعاملة والسلوك، وهذا يمكن الكشف عنه من خلال فترة الخطوبة او قبلها.
وعن
العلاقة الجنسية تقول المتخصصة في علم النفس انغريد بانغايا لا بد لكل
زواج من المرور في مراحل معينة، وانه من الطبيعي ملاحظة تراجع وتناقص في
الشهوة الجنسية. اما بالنسبة للتساؤلات والمخاوف حول هبوط القدرة الجنسية
وأثرها السلبي على الحياة الزوجية، فان استمرار الرومانسية بين الزوجين
ليس شرطا أساسيا لزواج ناجح، بل يلاحظ عادة ان شدة الحماس لاقامة العلاقة
الجنسية او القدرة على القيام بها تضعف وتتراجع في معظم الزيجات الناجحة
مع بقاء العلاقة الطيبة بين الزوجين.
فاستمرار
الزواج الناجح يعتمد بالدرجة الاولى على الالفة والمودة وبالتالي على
الاثارة، وليس المقصود هنا بالاثارة اي الحب المتميز بدرجة عالية من
الحماس والنشاط بل الحب المتميز بمزيد من الحميمة ومزيد من المشاركة
الاهتمام.
وتقدم الدكتورة في علم النفس بعض النصائح التي من الممكن ان تحقق حياة زوجية هنيئة وطويلة:
- التفاهم والمصارحة منذ البداية ان فيما يتعلق بخصوصيات المرأة ام الرجل
- وجوب التمتع بروح المرح والتفاؤل والابتعاد عن الاكتئاب وإثارة مواضيع قديمة سببت مشاكل سابقا.
-الاعتياد على مدح الشريك للآخر لان الكلمة الحلوة لها مفعول سحري وعدم السخرية من الشريك امام الاهل او الاصدقاء
-على الشريك ان يكون مستمعا جيدا للآخر وعدم التقليل من شأن ما يقوله او يفكر به او مقاطعته.
-على
الشريك ان لا يتعالى بافكاره عن شريكه وكانه يعرف اكثر منه او اذكى منه،
والابتعاد عن صعوبة الارضاء وعدم تحويل صغائر الأمور التي تصدر عن الشريك
الى مشكلة بل يجب تبسيط الامور ومناقشة التفاوت في اجواء مريحة.
-الاعتراف بالخطأ ليس هزيمة او اهانة او ضعف، كما يعتقد الكثيرون.
-عدم مراقبة الشريك للآخر او بالعكس بمجرد وقوع شك أو ظن، لان ذلك يسبب نوعا من عدم الثقة يؤدي الى مشاكل لا تنتهي.
-عدم
اللجوء الى الكذب كوسيلة للدفاع عن النفس عند اقتراف اخطاء، فهذا يفقد
الثقة بين الزوجين وقد يكون الى الابد، فالكذب ليس ملح الرجال كما يقول
المثل.
والعامل الاكثر خطرا للزواج هو الضرب، لانه بداية نهاية الحياة
الزوجية حتى ولو بقي الزوجين تحت سقف واحد بسبب الاولاد، في المقابل على
الزوجة عدم اللجوء الى اختلاق نقاط خلاف من اجل وقع الشجار
-الاتفاق بين الزوج والزوجة عندما يكون احدهما غير قادر على ممارسة الجنس ان يتفهم الواحد لحالة الاخر
لكن على الشريك ان لا يتصرف وكانه ذكر وله الحق بكل شيء.