ماذا قال الشاعر نزار قباني ؟
خالد جوده
أديب وناقد مصري
كلنا يعرف الشاعر الكبير / نزار قباني ، ولكنه لم يشتهر بثره كما اشتهر
بشعره ، والحقيقة ان نثرة في غاية الروعة والجمال ويحمل طاقات شعرية وفكرية
هائلة ، ويحتفظ بنفس خصائصه من حيث السهولة والصعبة علي موهبة أخري غير
موهبة نزار ، انتقيت لكم عبارات من أقواله أرجو أن تنال رضاكم ، وتكون
حافزا نحو مطالعتكم لسفر هذا الناثر الكبير
وقراءات في كتاب " الأعمال النثرية الكاملة نزار قباني " المجلد الثامن ص 1 يناير 1993 م – بيروت
ص 286 :
* " لماذا لا يكون الشعر شجرة يأكل منها الجميع ... ثوبا يلبسونه ... ولغة مشتركة يتكلمونها ..
العالم العربي ، أيها الأصدقاء ، بحاجة إلي جرعة شعر بعد أن جف فمه .. وتخشب قلبه ..
إن الشعراء أيها الأصدقاء ، مدعوون لغرس السنابل الخضراء في كل زاوية من زوايا الوطن العربي "
ص 275
" كنت أحلم بديمقراطية شعرية لا فرق فيها بين من يملكون ، ومن لا يملكون ، وبين من يحكمون ولا يحكمون .. "
ص 230
"قد تكون الرحلة متعبة ، وقد تحرمكم النوم والطمأنينة ، ولكن من قال إن
وظيفة الشعر هي ان يحمل لأجفانكم النوم ، ولقلوبكم الطمأنينة ... إن وظيفة
الشعر هي ان يغتال الطمأنينة .. "
ص 192 : 193
" مهمة الشاعر أن يكون جهاز الرصد الذي يلتقط كل الذبذبات ، والإهتزازات
والإنفجارات التي تحدث في داخل الأرض ، وفي داخل الإنسان إن جهازه العصبي
يجب ان يظل 24 ساعة في ا24 ساعة في حالة استنفار ورقابة ، بحيث يستوعب كل
حركة تحدث تحت أرض التاريخ كما تتحسس الخيول بقرب سقوط المطر قبل سقوطه .
وهوائيات الشاعر هذه ، تسمح له بأن يسمع أسرع من غيره ، وأقوي من غيره ، وبهذا المعني يأخذ الشعر مدلول النبؤة .
إن الشاعر ليس منجما ولا ساحرا ، وليس عنده مفتاح الغيوب ، ولكن أهميته في
أن يسبق الآخرين بثانية ، أو بجزء من أجزاء الثانية في اكتشاف الحقيقة ،
ويقدمها لهم علي طبق من الدهشة "
ص 191
" إن التجديد يحدث يوميا دون ان نراه ، ويجري في أعماقنا دون ان نلاحظه ..
ودون ان نستعجله ، كما يأخذ الشتاء وقته لتحضير الأرض ، ويأخذ الصيف وقته
لإنضاج الثمر .. ويأخذ الربيع وقته لإنجاز الديكورات الجميلة التي وعد بها
الأرض إن الفصول لا تزاحم بعضها ولا تتقاتل "
ص 177
"وفي سؤال أصبح اسمك مقترنا بالقصيدة الأزمة ، فكل كلمة تنشرها تحدث
ردود فعل بين مؤيد ومعارض ، لماذا أنت وحدك دون سائر الشعراء تقف علي حد
الخنجر ؟
منذ عام 1944 أنا أقيم بين أسنان التنين
إرنست همنجواي كان يقول إن الكاتب الحقيقي هو الذي يقف علي الحد الفاصل بين
الحياة والموت " حين تريد أن تؤسس عالما جديدا علي أنقاض عالم قديم .. فإن
كل حجر يصرخ في وجهك وكل الأشجار المقتلعة تقف في طريقك "
ص 179
"إنني لا أشعر انني علي قيد الحياة إلا حين تتساقط الحجارة علي زجاج نافذتي
في هذه اللحظة أشعر ان جرعة الشعر التي أعطيتها للناس بدأت تتفاعل في
دورتهم الدموية .. وأن الزلزال الذي كنت أحتفظ به في داخلي قد أنتقل إليهم
عندما أنشر قصيدة ولا يرجمونني بسببها .. أشعر أنني مريض وتبدا حرارتي بالإرتفاع "
ص 172
" الكتابة هي فتح واختراق ومغامرة والشاعر الذي يخاطب الأمة العربية في هذه
المرحلة الحارقة من تاريخنا بالفوازير والكلمات المتقاطعة وبلغة مسمارية
لا يمكن تفكيكيها هو شاعر هارب من الجندية ويستحق الحبس "